يواصل الوضع الأمني في اليمن تدهوره بصورة يومية. فقد صدرت بعض الصور التي تظهر مقاتلين متمردين شيعيين يمسكون بأسلحة ويقفون بجوار دبابات عسكرية يزعم أنها خطفت من القوات الحكومية وذلك في أحدث مظاهر للعنف الموجه ضد القوات الحكومية في صنعاء وجهودها لاحتواء العنف في شمال البلاد.
وتواصلت المناوشات بين القوات الحكومية ومتمردي الشيعة الشماليين بقيادة الحوثيين القبليين على مدار أسابيع دون أية مؤشرات واضحة لفوز أحد الجانبين. في وقت سابق من الشهر الماضي، صرح متحدث باسم الحكومة بأن العمليات العسكرية في القسم الشمالي المضطرب من البلاد قد نجحت، إذ تكبد المتمردون خسائر فادحة في الأسلحة والقوات البشرية.
إلا إن الصور التي تظهر الدبابات الحكومية المخطوفة أثارت قلق المسؤولين الحكوميين. بل وتقول المصادر إن القتال اشتد وأصبح شديد الضراوة، حتى أن السكان المدنيين المحليين انقطعوا تماماً عن العالم الخارجي، إذ لا توجد أمامهم العديد من السبل للهرب من العنف، وفقاً لما صرحت به الأمم المتحدة في تقرير أمني صدر في 29 أغسطس.
وتقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد المشردين جراء القتال بحوالي 35 ألف شخص. وصرح أندريج ماهيسيك، متحدث رسمي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن سكان محافظة صعدة الشمالية، حيث يدور القتال هناك، "غير قادرين على الرحيل."
ولم تزل كيفية تمكن المتمردين الحوثيين من خطف الأسلحة والدبابات من القوات الحكومية غير معروفة، إلى جانب ذكر بعض التقارير أن المتمردين تمكنوا من وقف تقدم القوات الحكومية في بعض المناطق مثل ملاحيظ وسفيان ومحافظة عمران، التي تقع على حدود صعدة.
ورغم أن المسؤولين من الأمم المتحدة والحكومة لم يتمكنوا من تقدير عدد الخسائر، يقول المحللون إنه من المتوقع أن يصل العدد إلى أواخر المئات.
ولا يشكل المتمردون الحوثيون الخطر الوحيد الذي يواجه الحكومة اليمنية، إذ أن تصاعد الحركة الانفصالية في الجنوب أيضاً يهدد بانقسام الدولة إلى قسمين. هذا بالإضافة إلى متمردي تنظيم القاعدة الذين تدفقوا إلى البلاد على مدار الأشهر الأخيرة.