بقلم - محمود الجندى :
منذ اللحظة الأولى لتولية منصب السكرتير العام لمحافظة أسيوط ،،أصبح مكتب اللواء سامى فودة محطة يتوقف عندها أغلب أعضاء مجلسى الشعب والشورى بأسيوط ورجال الأعمال والصحفيين ، يحجون إلى مكتبة بصورة شبة يومية ، يطلبون .. فتجاب مطالبهم ، يتوسطون .. فتقبل وساطتهم ، يشكون .. فتجد شكواهم من يمد لها لأصحابها يد العون .
لم يكن ذلك حباً فى الرجل وإنما هروباً من قسوة اللواء نبيل العزبى محافظ اسيوط ، فهو لا يجامل ، لا يهادن ، لا يخضع لرغبات وأهواء من يروون انهم أصحاب سلطة أو حصانة ، يصطدم بهم لأنه على حق وهم على باطل ..
لكن الرجل الذى أشادت به من يدعى أصحابها أنها "صحف " محلية لأكثر من عامين ونصف ، أصبح ما بين طرفة عين وإنتباهتها مادة دسمة لصحافة "الصرف الصحى " كما يحب اللواء نبيل العزبى أن يسميها.
فور تقديم " فودة " إستقالتة قبل 15 يوماً ، هاجمة الجميع ، وأخرج له الصحفيون المستور " بدون أدلة " كما هو واضح مما نشر ، فقد أصبح وسيلة جيدة للوصول إلى قلب العزبى .. ونسوا ان العزبى وكما تقول العبارة الشائعة " ما بيخيلش عليه الكلام ده " ،
فقد حاولوا إستغلال الخلاف فى وجهات النظر وإقدام فودة على الإستقالة ، لإتهامة بما يريدون فهو لن يعود مره أخرى ، وحاولوا كشف ما أدعوا أنها مساوىء ، والتى طالما غضوا عنها الأبصار عندما كان باقياً فى مكانة ،،،، وكان الأفضل على الإطلاق أنذاك ؟
أستغل هذا أيضاً قيادات داخل المحافظة كان فودة قد قام بأبعادهم عن مواقعهم بعد ان ثبت له تورطهم فى مخالفات عدة ، لم يتخذ القرار بمفردة بل قام بعرضة على المحافظ ، والذى وافق على إستبعادهم ، وقام بنفسة بأختيار أخرين لتولى تلك المواقع الهامة ..
كنت واحداً ممن قاموا بالكتابة عن " فودة " لفترة طويلة ، بل أن العديد من المعلومات والأوراق التى وصلتنى تطعن فى هذا الرجل كانت محل حوار مع اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط أكثر من مرة،،،
العزبى قال أن هناك مخالفات بسيطة ولكنها لا تستوجب أن يقدم الرجل لمحاكمة او ان يخضع لتحقيق داخلى فهى أمور لا تستحق وتقتضيها ظروف العمل ...
فودة لم يهرب من المواجهة وطلب مقابلتى لشرح حقيقة ما يصلنى من معلومات ، وبعد تفكير ، قررت الموافقة على طلبة ، وفوجئت به يناقشنى فى كل إتهام بتفصيلات مملة قد تصل فى بعض الاحيان إلى الإفصاح عن جزء من أسرار العمل والعلاقة بين قيادات المحافظة .
لكن المفاجأة الاكبر هى ان جميع من تعاملوا مع فودة ، وعلى رأسهم صحفيين " أكلوا وشربوا معه "، وكانوا أول من أشهروا سيوفهم لضرب الرجل ،،فقد إستفادوا من قربهم منه وقت ان كان صاحب نفوذ ، والفرصة متاحة أمامهم للإستفادة منه بعد ان خرج من منصبة ..
أنا لأ أسعى هنا لتبرئة الرجل ، فقد أكتشفت ان دفاعك عن الحق فى بعض الاحيان ، قد يدفع بصاحب الحق إلى خلط الحقائق لإدانة الطرف الأخر مستغلاً فى ذلك حالة " الشهامة " الصحفية فى الدفاع عنه ..
وأود هنا أن اكشف عن جزء من تفاصيل ما حدث بين اللواء سامى فودة وبين اللواء نبيل العزبى والتى وصلت إلى ما نحن عليه الأن ،فانا أدعى أن لدى تفاصيل أكثر دقة عما حدث ..
فالعلاقة بين العزبى وفودة متوترة منذ تولية منصبة ، فالبعض يقول أن العزبى " زى الفريك ما يحبش شريك " ..
ولكن الأهانات المتكررة والتعامل بأسلوب غير لائق من قبل المحافظ ..وهى المعاملة التى كانت محل شكوى من عدد من قيادات المحافظة وعلى رأسهم المهندس أحمد عبد العزيز أمين عام الحزب الوطنى بأسيوط ،، والذى شكى من سوء معاملة العزبى " مر " الشكوى ، وهو ما تكرر مع السكرتير العام ورئيس مجلس المدينة وغيرهم ..
كانت سبباً مباشراً فى تقديم فودة إستقالتة ، هذا بالإضافة إلى تحميل فودة مسئولية هدم السور الخاص بشركة مياة الشرب والصرف الصحى ، والتى تسببت فى أزمة بين المهندس أحمد المغربى وزير الإسكان والعزبى ..حيث اعتبرها الوزير تعدى على ممتلكات الوزارة ..
كل ذلك كان خطوة على طريق الإستقالة ، ولكن كانت القشة التى قسمت ظهر البعير فى نهاية شهر يوليو الماضى ،
ففى احد الإجتماعات المسائية ، طلب اللواء نبيل العزبى وبعد ان دخل قاعة الإجتماعات برفع الكرسى المخصص لجلوس اللواء سامى ، وقال " ده ما يقعدش معانا هنا " وأضاف بعضاً ممن حضروا الواقعة كلمة " الحرامى " ،وهو ما لم يقبله فودة ، لتنتشر بعد ذلك الأقاويل عن هروبة من الإستراحة الخاصة به فى سيارة " ربع نقل " بعد طلبة للخضوع لتحقيق تجرية هيئة الرقابة الإدارية فى إحدى المخالفات التى تورط فيها..
" فودة " سافر بالفعل ليومين وعاد مرة اخرى ، ليجمع اغراضة ،عائداً إلى القاهرة ، اللواء نبيل العزبى قال له فى اخر لقاء جمع بينهم " أنا هطلب نقلك..فرد عليه فودة قائلاً ..ما تتعبش نفسك أنا جاى أقدم إستقالتى " ..
سافر " فودة " وأغلق تليفونة المحمول ،وترددت أقاويل كثيرة بعضها يقول بهروبه خوفاً من القبض عليه ، والبعض الاخر يقول بأنه سيعود لموقعة فى أسيوط ، وكأن شىء لم يكن ، فهو على حد تعبيرهم " مسنود "..
وعلى جانب اخر كان اللواء نبيل العزبى يعمل فى صمت ،شكل لجنة لبحث كافة عمليات إقامة معارض السلع والملابس بمراكز المحافظة المختلفة ، والتى كانت تتم بمعرفة " فودة " لم يكتفى بذلك ، بل بدأ فى التفتيش وراء " فودة " فى كل كبيرة صغيرة ، خاصة وان فودة وبحكم منصبة ، يترأس مجلس إدارة العديد من المشروعات التى تدر عائد كبير على صندوق المحافظة ومنها " مشروع العبارات النهرية ، ومشروع المحاجر ، ومشروع المعدات ومراكز صيانة السيارات " وغيرها..
هذا بأختصار شديد ما حدث إهانات متكررة لم يتقبلها الرجل ، فتقدم بأستقالتة، لتخرج علينا الصحف بأخبار لا ترقى إلى مرتبة الخبر الكاذب ، فهى لم تصل فى إتقانها إلى هذة الدرجة ، فهى لا تتجاوز الخبر " العبيط " ،يكشف عن أن من قام بكتابتة من غير المقبول أن يحمل لقب " صحفى " .
ذكرت ما لدى من معلومات كواليس ما حدث بين الرجلين ، وأؤكد على ان علاقتى بهما طيبة ، لكن ما نشر فاق المتوقع ...
